عکس پروفایل راوینا (العربیة)ر

راوینا (العربیة)

۵عضو
thumbnail
undefined#غزة
تذکر.. أنتَ في غزة!
كُنت أعتقد أنَّ الإنسان حين يعتادُ الألم سيتعايشُ معه، ولن يُوجعه بنفس قدرِ وجعهِ الأول.لكنَّ بما أنّك في غزة، فكل اعتقاداتك سوف تتغيرواعتقادي بأن خوفي من الصواريخ والقصف المسعور قد باتَ شيئا طبيعيًا، و تعودته ولم يعد يخيفني كالسابق..اعتقادٌ خاطئ..عصرًا يوم الأحد الثامن والعشرين من أولِ شهر لهذه السنة، عائلة مُلتفة حولَ بعضها لا شيءَ لها سوى أن تسمعَ الأخبار، كُنَّا لحظتها نشعر بالأمان وبما أنَّه من النادر أن تجد الأمان في هذهِ الحرب، ستذهب لتسرق هذه اللحظة الثمينة، وتقضيها بممارسة الحياة الطبيعية التي يقينًا نسيناها،تجمَّعنا أنا وإخوتي بسرعة في المطبخ لنحضر الطعام الذي نُريد منهُ أن يسَّدُّ رَمَقِ جُوعنا، ونضعه قبل أن ترحل عنا لحظتنا الثمينة، وضعنا على غطاء المائدة طعامَنا المتكرر يوميًا "العدس " الذي بالكاد صرنا نجده هنا في شمال قطاع غزة بعد إحكام الحصار علينا من قبل الاحتلال، الذي كما قال وزير حربهم " سنعاملهم كالحيوانات؛ لا ماء، لا طعام، لا كهرباء، لا وقود"سنرجعهم خمسينَ سنةٍ للوراءهه! هو بالفعل قد جعلنا نرجعُ أكثرَ من مئة سنة، وليسَ خمسين فقط..قطَع لحظتنا الثمينة في عيشِ الحياةصاروخٌ بالكاد كان أن يصُمَّ آذاننا من حدته،ومن هنا قد زال اعتقادي بأنَّ خوفي من الصواريخ قد خفَّ عن أولِ أيامِ الحرب.كمن غابَ عن وعيُه لم أجد نفسي سوى مُلتفةً حولَ أمي مُغمضةً عيني بشدة مُتسارعةً نبضاتُ قلبي بخوف رافعةً إصبع السبابة لأتشهد كالإنسان المُعدم المُغمضَ العينين، ولا يعي ما يدورُ حولهسوى أن الموتَ مُحيطٌ بهِ من كلِّ اتجاهمرتْ الدقيقة بعد نزولهشهقت وعُدتُ إلى وعيي أتحسس جسدي، نعم ما زلتُ كاملةً لم أقطعَ أشلاءً، فتحتُ عينيَّ كمن يُبصر لأولِّ مرة مُدركةً أنني ما زلتُ حية!وأنَّ الصاروخ اللعين لم يكُن مُصوَّبًا نحويوقد ذهب في طريقِ أناسٍ آخرين بالفعل قد عاشوا نفسَ شُعوري حين نَزَلَولكن الفرقإنني كاملةً ما زلتُ على قيدِ الحياةوهم رحلوا أشلاءً مُكرمين بالشهادة للجنةوتساءلتُ بحرقةٍ عن ردةِ فعلي لرفعي إصبع السبابة حين سماعي لأي صاروخٍ ينزل.ولِمَ أصبحتُ لا إراديا أرفعُه حين سماعي أصوات القصفهل هذا الفعل يعني أنني قد تقبلتُ فكرة الموت؟أو أنني أعي تمامًا كيف أصبحتُ مريضةً بالخوف من فكرةِ الموت مُتقطعةَ الأشلاء؟هل هُم هكذا قد أثبتوا أنهم قد تحكموا في حقنا في الحياة؟يا الله هلوسةٌ تدور في مُخيلتي!كم هو عمري لكي أتساءل هكذا أسئلة، في حين أن الكثيرين ممن هم في سنِّي في العشرينيات "سنُّ الشباب اليافع" تدور أسئلتهم الطبيعية عن الشغف والحب والحياة التي حقًا قد جعلونا ننساها..لا أعتقد أبدًا أنهم فقط قد أرادوا تدمير بيوتنا ومدينتنا ومعالمها وشوارعنا وذكرياتنا.هم يريدون تدميرَنا من الداخل وتعذيبنا نفسيًا بالأكثريريدون لنا أن نعيش بائسين مذعورين خائفين مُربكين لا نجد الهناء، ولا نعرف معنى الراحةيريدون منَّا أن نتمنى الموت والخلاص من هذا العذاب الذي من المُمكن أن الموت قد يكون أرحم منه!يا أحقر وأنجس وأَظلمَ من جاءت بهِ الدنياحرمكم الله كُلَّ ما حرمتونا منهمن أمان وهناءوحُب في الحياة..


رغد الریمونيفبرایر | 2024 |مصدر: GazaStory.comــــــــــــــــــــــــــــــundefinedابق معنا وقدمنا للآخرينt.me/Ravina_Ar
undefined إرسال الروايات وإبداء الرأي:@ravina_ad

۱۸:۳۷

راوینا (العربیة):undefined#لبنان
وصلت الحرب إلي قریتنا...(الجزء رابع و‌ عشرون)
صرختُ بصوتٍ عالٍ. كانت هذه الليلة الثانية التي أستيقظ فيها مرعوبةً من نومي. لم أستطع أن ألتقط أنفاسي. هنا، إذا صرختَ، فلن توقظ نفسك فقط، بل ستوقظ 26 شخصاً آخرين من حولك. مرّ يومان على قصف القرية، وما زلتُ أرى في أحلامي أولئك الأطفال الصغار. أرى تلك الفتاة التي كانت ترتدي قميصًا بلون الخزامى. أو تلك الطفلة الصغيرة التي أخرجها شاب مسيحي من تحت الأنقاض. كنتُ أراها في حلمي مرة أخرى. كان الشاب يصرخ: "لا تزال على قيد الحياة!" كانت تتنفس. كان يحتضن الطفلة بشدة ويركض، دون أن يعلم إلى أين. بدا عليه الارتباك. وبعد لحظات رأيته مرة أخرى. لم تكن الطفلة بين ذراعيه. كان الشاب يرتجف ويبكي. كانت الطفلة قد فارقت الحياة بين يديه. الآن، تأتي نفس الطفلة إلى أحلامي كل ليلة. لكنها هذه المرة تفارق الحياة بين يديّ أنا بدلاً من الشاب. أصرخ وأستيقظ من نومي مرعوبة. كانت أمي تصرخ: "ماذا حدث الآن في منتصف الليل؟"لم أستطع أن أتنفس. شعرت فجأة بألمٍ شديد في أسناني، وتذكرتُ أن علاج أسناني كان قد توقف في الجنوب بسبب الحرب، والآن بات الألم لا يُطاق. في صباح اليوم التالي، ذهبتُ إلى العيادة الوحيدة في القرية. كانت تقع بالضبط أمام نفس المنزل. المنزل الذي أصبح الآن أنقاضًا. لا يزال المكان ينبعث منه رائحة الدخان. رائحة الألم. رائحة الذكريات التي لا تعرف ماذا تفعل بها. تذكرتُ الأطفال مرة أخرى. الأطفال الذين لم يعد يُسمع صوت ضحكاتهم.كان الطبيب يعمل على أسناني بالمثقب، ومن دون أن يدرك حجم ألمي، بدأ يتحدث عن ذلك اليوم. عن اليوم الذي استهدفوا فيه منزل الجيران. زجاج العيادة كان قد تحطم أيضاً. النوافذ مائلة. كنتُ أستمع بصمت. لم يكن لديّ ما أفعله. وضع الطبيب جهاز الشفط حتى عمق حلقي، وأدخل يده حتى معصمه في فمي. لم يكن يعلم أنني كنت هناك. كنتُ أسمع وأرى.كان الطبيب يحلل لي ذلك اليوم بينما يعمل على أسناني، تماماً مثل أولئك الذين يجلسون خارج دائرة الخطر هذه الأيام، في المقاهي المطلة على البحر في "عين المريسة" أو على كورنيش بيروت عند "الروشة" أو "المنارة"، يدخنون السجائر ويحللون الحرب. الطبيب كان يعمل على أسناني ويصرّ على أن أصدق أن طبيبي السابق في الجنوب لم يكن بارعًا في عمله، بينما كنتُ أفكر لماذا الذين يدفعون الثمن الأكبر في الحروب يتحلون بالصبر كالجبل، وأولئك الذين لم يسمعوا حتى صوت الرصاص يتصرفون دائمًا وكأنهم الضحايا؟ صديقتي الإيرانية قالت لي: "أيام الحرب عندنا كانت الأمور تمامًا هكذا."

سیستمر...

الراویة: امرأة من جنوب اللبنانبقلم: رقیة کریمي من ایرانالاثنین | 18 نوفمبر 2024 | #ايران #همدانترجمة: علي مينائيــــــــــــــــــــــــــــــundefined ابق معنا وقدمنا للآخرينt.me/Ravina_Ar
undefined إرسال الروايات وإبداء الرأي:@ravina_ad

۱۹:۳۰

undefined#لبنان
وصلت الحرب إلي قریتنا...(الجزء خامس و‌ عشرون)
الذين كانوا يقدمون الشهداء، كانوا ثابتين صامدين ولم يعترضوا، بينما الذين لم يسمعوا حتى صوت الرصاص كانوا يشتكون من كل شيء وكأن الدنيا تدين لهم. هنا بعض الأمهات قدمن أربعة شهداء، مثل أم علي عقيل، مثل أم حسن مسلماني. تشردنا، ضاعت بيوتنا، وكل يوم ننتظر خبر شهادة جديد. لم أفهم تمامًا مما كان الطبيب متعبًا؟ هذه الحرب إن كانت صعبة علينا، فقد أصبحت للبعض تجارة. إيجارات بيوت بـ 1500 دولار. هؤلاء عن أي شيء كانوا متعبين؟كان الطبيب يحلل الحرب، وأنا أفغر فمي دون أن أستطيع الحديث. لو تكلمت، كان سيحفر مثقابه في لساني، رغم أن مثقابه قد اخترق روحي من قبل. كان الطبيب يقول فقط: افتح فمك أكثر. ثم يحدثني عن الفارق بين "هاريس" و"ترامب"، وهو لا يعلم أن كليهما عندنا سواء، كأنهما وجهان لعملة واحدة. بالنسبة لنا، الميدان هو الوحيد الذي يحدد نهاية هذه الحرب. منذ سنوات طويلة تعلمنا أن تكون نظرتنا موجهة فقط نحو الميدان، لا إلى التحليلات الرنانة والخطابات المزخرفة في مقاهي "الشرقية" وكورنيش بيروت.لم يكن الطبيب يعلم أننا منذ زمن بعيد تعلمنا أن الكلمة الأولى والأخيرة هي للميدان، كما في حرب الـ 33 يومًا، وكما في تحرير الجنوب. ليست الأخبار على MTV أو الجزيرة أو العربية أو الحدث هي التي تحدد المصير. زينب، ابنة أختي، تقول أحيانًا إنها سمعت أن وقف إطلاق النار قريب. أحيانًا أنظر إليها بابتسامة، وأحيانًا بنظرة لوم، وأقول: هل جلستِ مرة أخرى تشاهدين العربية والحدث؟ أعلم جيدًا أن إسرائيل في مثل هذه الظروف إذا سعت للحوار، فهي تحاول الحصول على ما لم تستطع أخذه في الميدان عبر طاولة المفاوضات. سلاح المقاومة!أنهى الطبيب عمله أخيرًا، وكأنه خاض معركة عظيمة وانتهى منها بانتصار، وقال: «انتهيت. هذا العمل لم يكن سهلًا على الإطلاق.»خرجت من العيادة وما زال موضع أسناني يؤلمني، لكن روحي كانت تؤلمني أكثر. وقفت مرة أخرى بجانب نفس المبنى المدمر. كنت أشعر وكأن صوت ضحكات الأطفال يتردد بين الأنقاض والعوارض الحديدية المتشابكة. كنت أعلم أن آلاف الضحكات الأخرى ما زالت بانتظارنا. الضحكات التي يجب أن تبقى. كنت أعلم أن نهاية الحرب لن تكون إلا حين تكون أنظارنا موجهة فقط نحو الميدان.

سیستمر...

الراویة: امرأة من جنوب اللبنانبقلم: رقیة کریمي من ایرانالاثنین | 18 نوفمبر 2024 | #ايران #همدانترجمة: علي مينائيــــــــــــــــــــــــــــــundefined ابق معنا وقدمنا للآخرينt.me/Ravina_Ar
undefined إرسال الروايات وإبداء الرأي:@ravina_ad

۱۹:۳۰

thumbnail
undefined#غزة
"غزة، أرض الوداعات التي لا تنتهي: حكاية الحزن، الأمل والمقاومة"
لطالما تنافت تساؤلات عدة بداخلي، وأقصيتها العديد من المرات لكنني الآن.. مُحاصر حصار حزين، بين سؤالِ وصورة، صديقِ ووداع، حنين وألفُ دمعة، بين قسوة الدهر وطول الغياب، كفيّ طفلِ ووعاءِ فارغ، نظرات صماء ووجوهِ شاحبة، إنسانُ واثنتان وعشرون غابة، مُحاصر بين كفنِ وقماطِ طفل حديث الولادة، بين اختلاط التهاني بالتعازي.. ويبقى السؤال المنُفرد بنخرِ جدار الروح دائمًا "كم مرة علينا أن نتوادع؟ " قبيل كل سفر كُنا نودع الأهل، الرفاق، ونحزمُ حقائب السفرِ وبداخلنا صوت لفيروز " ضلوا تذكرونا " وبدموعِ تلمؤها الشكوك بأن هل سيسمح لنا القدر بالعودة مجددا؟نودع الحارة الزقاق والبحر، متنفسنا الوحيد في بقعة تكاد تكون شحيحة الأوكسجين لكثرة دخان الغارات، الشهداء والدماء التي تتصاعد كل يوم منذُ خمس وسبعين سنة، يموت عزيزك وأنتما في نفس القطاع وأطول وقت بينكما ساعة، لكنك لا تقدر على وداعه، لا قبلة على جبين بارد، ولا لنظرةِ تُشبع مِنه العين التي سيغيب عنها دهرًا، لا لحضنِ يرممُ خراب الأيام بدونه، الوداع المتعارف عليهِ في العالم لم يُنصفنا قط، وحتى سُبل الموت قابلناها بأحلكِ الظروف وليلِ طويل لم تبزغ فيه شمس بعد.واجهنا الموت في البيت، الشارع، الحارات، خلف ستارِ المطبخ، وفي بطون أمهاتنا لا ننفذ من شظية، صاروخ، أو ربما أنياب دبابة ضخمة، وما زلنا نرقبّه، ننتظر تصنيف القدر لنا، كما يُقال "الحزن يعرف أهله" هذا الحزن عاش بيننا سنينًا يحفظِ الأشياء المفضلة لنا عن ظهر قلبِ ليعود وينتزعها مِنا كلما سنحت له الفرصة، نال مِن حصص الفرح خاصتنا، زارنا الكثير من الأوقات، ولم يرحل عنا لبضعِ ثوانِ، ولأول مرة بعد قرنِ وشيءِ من الأيام أوقن بأن الصديق الفعلي لغزةَ من أكبر شيخ فيها لأصغر طفل هو الحُزن، لا غرابة في الأمر بلفظِ "صديق" لأن كل ما يندرج تحت لفظِ صديق ليس عليه أن يكون جيداً، صديق سوء على الأحرى واللإنفكاك فالحُزن، وهذا العالم كُلهِ بحدودهِ وخرائطهِ صديقًا لغزة.أتنقل بين حديث الغرباء في الطرقات، وعلى المواقعِ بين حُزن امرأة؛ لأن صبغة الشعر خاصتها جعلتها أدكنُ درجة، بينما نساؤنا أصبحن بوجهِ مترهلِ وملامحِ أكبر من مقاسهن، وشعرِ قسمتُه خيوط الغرزِ، وبين عاشقِ وعاشقة يتجولان بأيدي مُتشابكة في الوقت الذي تُبكي أي عاشقة في غزة حبيبها سرًا؛ لأنه تركها بنارِي الحُب والذكرى، وبين أم تتفسحُ بأبنائها، وتجرُ طفلها الأصغر بعربةِ تملؤها صور الكرتون، المشهد نفسه يكُرر في بلدي لغيرِ امرأة أُم أيضًا تُجمع أبناءها لإطعامهم، فتُزهق طفولتهم آلة حربِ، وتترك لها دماءهم التي تُخضبُ أناملها ذكرى، وأمُ أخرى تّجر ابنها على عربةِ مليئة برائحة الدمِ لكثرة ما اعتمدناها لنقلِ الشهداء.كل معايير الأرض تنقلبُ في غزة، كلُ أداة لها وجه استخدام واحد يُجبرون على جعلها مثلهم تتماشى مع الظروف كلهم، تعبنا من كوننا أساطير نريد هدنة من الأشياء التي تكاد تخنقنا حُصة من الحياة التي لم نعشها ولو لمرةِ واحدة، في كل مرة ضحكنا فيها من قلوبنا، وتبادلنا النكات أسكتنا صوتُ ليذكرنا بأننا غير مسموح لنا بالحياة (الله يجعل ضحكنا ع خير الله يستر شو بده يصير بكرا).كأننا وجدنا لنستقبل الحُزن وخلانهِ بألوانه التي جعلت طفلاً لا يتجاوز الخمسة أعوام يودعَ عائلته كاملة، ويصنفه القدر بالناجي الوحيد ليستقبل حياة عريضة تملؤها الصعوبات وحده، بدون أم تصفف شعره، وتعد له حليبًا دافئًا يشبهُ براءته مع القليل من الزعتر، وأبِ يلاعبهُ يحتضنهُ ويُعلمه بأنه في ظهره دومًا، وأنه الوجهة الأولى إن أصابته حيرة أو أذى، أو أختِ تقاسمه حصة من السمرِ والأحلام قبل النوم، كيف له أن ينفذ خططه الشيطانية الصغيرة بضربِ ولد الجار بدون أخِ أو أخت تثني عليه بطولته وقوة شخصيته؟ كيف له أن يكُبر بقلب مُتعكزِ شُل فيه عمود العائلة؟ وبين طفلِ آخر بُترت ساقيه كيف له أن كانت هوايته الوحيدة هي كرة القدم؟ هل عليه أن يموت ثلاث مرات؟ مرة حينما اغتيلت طفولته ومرة عندما سيرقب أبناء جيله بساقيهم يلعبون وهو عليه أن يُشجع فقط! ومرة حينما يشيخُ بقدم واحدة والكثير من الحسرةِ..في فلسطين لا شيء يسمى (بالطفولة) لأننا نولد جميعًا على عاتقنا أحزان ومسؤوليات كبيرة (دورِ تعبئة الماء، دور لشحن الهاتف، ربما دور على صف أحزان كدورِ لتكفين أخيك أو للمشي في جنازة أبيك التي ستحتمي بنعشِه للمرة الأخيرة قبل أن تسحبه الدنيا لمعاركها مُبكرًا.حبيبتي يا غزة، حال بيننا جرح لم نحظَ بنهايةِ، لم نقل وداعًا ولبقيةِ حياتي سوف أتساءل لماذا؟

روان حسینینایر | 2024 |مصدر: GazaStory.comــــــــــــــــــــــــــــــundefinedابق معنا وقدمنا للآخرينt.me/Ravina_Ar
undefined إرسال الروايات وإبداء الرأي:@ravina_ad

۲۰:۰۲

undefined#لبنان
وصلت الحرب إلي قریتنا...(الجزء سادس و‌ عشرون)
كنت أعيد ترتيب حقيبتي الصغيرة، وكل فرد في الزاوية كان يبكي. لم أكن أصدق أن الفراق قد أصبح صعبًا إلى هذا الحد. اتصل بي زوجي وقال إنه يجب أن أذهب إلى "صيدا". أرادني أن أكون قريبة من عائلته. كانت صيدا منطقة سنية وأكثر أمانًا من باقي مناطق الجنوب. مررنا بأيام صعبة، لكننا بشكل عجيب تعودنا على بعضنا البعض. في الأيام الماضية كنت أعتقد أن والدتي قد ملَّت منا جميعًا. كانت متعبة، ولها الحق في ذلك. لكن عندما كنت أعيد ترتيب حقيبتي وألبس الأطفال ملابسهم، كانت تقف بجانب النافذة وتبكي بصوت عالٍ. كانت تقول: "لا تذهبي". لم أستطع. كنت أعلم أن هذه الوداع قد يكون الأخير. ربما يتم استهدافنا، أو يتم استهدافهم. وكنا نفضل أن نرحل جميعًا معًا إن كان لا بد من الرحيل.عندما خرجت من الباب، كانت أصوات البكاء تملأ المنزل. نفس الطريق مرة أخرى. لكن هذه المرة بدون ازدحام. حتى وصولنا بالقرب من بيروت، كنت أبكي بلا إرادة. كان قلبي مليئًا بالحزن: على الطريق، وعلى البُعد عن العائلة، وعلى الحرب، وعلى رحيل السيد، وعلى التشرد، وعلى سماع خبر الشهادة في أي لحظة. كنت أبكي بلا إرادة، وكأنني كنت أطلق سراح غصة حبستها لفترة طويلة. في بيت والدتي، لم أكن أستطيع البكاء بحرية. كان عليّ أن أرفع من معنويات الجميع. أما الآن، كان الوقت قد حان للبكاء من أجلي.عندما اقتربنا من بيروت، فتحت خرائط جوجل. لم يكن الأمر أنني لا أعرف الطريق، بل كنت أبحث عن طريق آخر. لم أكن أريد أن أمر عبر الضاحية. لم يكن الأمر خوفًا أو قلقًا من الطائرات الحربية، بل لم أكن أتحمل المرور بالضاحية. الضاحية لم تعد بالنسبة لي ذلك الطفل المرح المليء بالحيوية. الضاحية أصبحت جريحة. الضاحية بدون السيد كانت جحيمًا بالنسبة لي. كانت مخيفة. كل ذكرياتي أصبحت مجروحة الآن. "برج البراجنة" بكل ضوضائه، و"حي السلم" بمنازله القديمة وأزقته الضيقة، كلها أصبحت مجروحة. لا، لم يكن يجب أن أمر عبر الضاحية.زينب وريحانة تشاجرتا بسبب مشبك شعر. كانت زينب تريد مشبك شعر ريحانة، لكن ريحانة صرخت ورفضت أن تعطيه لها. بدأت زينب تبكي. للحظة، لم أفهم ماذا حدث.

سیستمر...

الراویة: امرأة من جنوب اللبنانبقلم: رقیة کریمي من ایرانالاثنین | 18 نوفمبر 2024 | #ايران #همدانترجمة: علي مينائيــــــــــــــــــــــــــــــundefined ابق معنا وقدمنا للآخرينt.me/Ravina_Ar
undefined إرسال الروايات وإبداء الرأي:@ravina_ad

۱۹:۲۲

undefined#لبنان
وصلت الحرب إلي قریتنا...(الجزء سابع و‌ عشرون)
ضللت الطريق ووجدت نفسي الآن في "الأشرفية"، منطقة ذات غالبية مسيحية. لم تكن مسيحية المنطقة مشكلة بحد ذاتها؛ فقد مررت أثناء طريقي إلى بيروت عبر العديد من القرى المسيحية. لكنني كنت أعلم أن الأشرفية هي المركز الرئيسي للقوات اللبنانية. لا أعرف لماذا بدأ قلبي ينبض بسرعة ويداي ترتجفان. لم يكن هناك أي سبب منطقي للخوف، ومع ذلك شعرت به. ربما لأنني كنت وحيدة. ربما لأنهم أيضاً تفاجأوا برؤية امرأة ترتدي العباءة، وحيدة وسط الحرب، مع بضعة أطفال صغار وسيارة قديمة، وهي تتجول في أزقة الأشرفية. صحيح أن القوات اللبنانية كانت خصماً فكرياً وسياسياً، بل وحتى عدواً لنا، لكن هذا الخوف لم يكن له مبرر واضح. ربما لأنني كنت أزور هذه المنطقة لأول مرة.ريحانة وزينب كانتا غير مباليتين تماماً بما يجري، مستمرتين في شجارهما حول مشبك الشعر. كانت ريحانة تشد خصلات زينب المجعدة، وزينب تردّ عليها بغرز أسنانها الصغيرة الحادة في يد ريحانة. كان الوضع في المقعد الخلفي أشبه بفوضى عارمة، وفي داخلي عاصفة من القلق، بينما أمامي أزقة الأشرفية المتشابكة.كانت أختي تتصل بي مراراً وتكراراً، لكنني لم أرد على مكالماتها. شعرت وكأنني عصفور ضلّ طريقه ولا يعرف كيف يخرج، فاندفعت بسرعة بين الأزقة والطرقات الضيقة في الأشرفية. كانت فكرة أن تتعطل السيارة أو ينفد الوقود تزيد من خوفي. وعندما وصلت أخيراً إلى الطريق الرئيسي، كنت أرتجف بالكامل. حتى الآن، لا أفهم لماذا شعرت بذلك الخوف الشديد. لم يكن هناك سبب منطقي لذلك. أوقفت السيارة، وضعت رأسي على المقود، محاولاً استجماع نفسي. لكن ريحانة وزينب كانتا ما زالتا تتشاجران، ولأول مرة في حياتي رغبت في أن أضربهما ضرباً مبرحاً.وصلت إلى صيدا عند الظهيرة، وتوجهت مباشرة إلى المنزل الذي أخبرني عنه زوجي. طرقت الباب، ففتحت لي امرأة وقالت إن من المفترض أن يخلو المنزل لصالح المستأجر الجديد، لكنهم عادوا واتفقوا مع صاحب المنزل على البقاء. شعرت وكأن دلواً من الماء البارد قد سُكب فوق رأسي. استندت إلى السيارة منهكة. نظرت المرأة إليّ بتعجب وسألت: - ألم يخبركم أحد؟أومأت برأسي دون أن أنطق بكلمة. كان زوجي لا يجيب على مكالماتي. عدت إلى السيارة مجدداً. كان عليّ أن أعود إلى جبيل قبل غروب الشمس.

سیستمر...

الراویة: امرأة من جنوب اللبنانبقلم: رقیة کریمي من ایرانالاثنین | 18 نوفمبر 2024 | #ايران #همدانترجمة: علي مينائيــــــــــــــــــــــــــــــundefined ابق معنا وقدمنا للآخرينt.me/Ravina_Ar
undefined إرسال الروايات وإبداء الرأي:@ravina_ad

۱۹:۲۲

thumbnail
undefined#غزة
أن تكونَ من سُكانِ غزة...
أن تكونَ من سُكانِ غزة يعني أن ترى الظلم بأُم عينك، أن تكونَ شاهد عيانٍ حياً على كل ما يجري من حولك، أن تُشاهد دماء وأشلاء الأطفال والنساء والشيوخ والرجال على الأرض، وفي كافة أزقة المدينة والكلاب تنهش بها مُستباحةً بهدرها، أن تسمع كافةَ أصوات القـصف العِدوانية من جوٍ وبحرٍ وبر دفعةً واحدة؛ ستؤول فيما بعد لمشاكل مزمنة للأذن من قوتها على المَسمع، أن ترى الأمُ، وهي تصدَح بصرخاتها وويلاتها عند رؤية جُمجمةِ طفلها مُلقاةً على الأرض وطفلٌ يُزيل الركام ليبحث عن ملجئهِ الآمن "أباه " وطفلةٍ تُنتَشل من تحتِ الركام بعد خمسةِ أيام لتجدَ نفسها قد خسرت أمها وأباها وإخوتها كافة.أن تكون من سكان غزة، أن تُحرم قطرةَ ماء نظيفة وطعامٍ لأسابيع، أن يُصبح من المُعجزات أن تستحمَ أو أن ترتوي ماءً أو أن تأكلَ طعامًا بنوعه، أن تَكون إنسانا أكرمهُ الله ببيتٍ يسترهُ وبلمحِ البصر يُهدم ويجدُ نفسهُ مُجبرًا على النومِ بالشارع، أن تعيش الصدمة تلو الأخرى وبشكلِ مُفجع من غير أن تقف لدقيقة واحدةٍ لتُدرك ما يحصل معك وحولك، أن تُحرم الأمن والأمان والسكينة وكافةَ مقومات الحياة الأساسية للإنسان، أن تعيشَ الاضطرابات النفسية من قلقٍ وفزع بالصحوةِ والنوم، أن لا تُصَنَّف كإنسان له الحق في الحياة، ويجتمعُ عليك العالم كله لإخماد صوتك، وقتلك على مرأى الجميع وبِصمتِ كلِّ سكان الأرض، أن تفتحَ بعد ذلك التلفاز ليخرُج ذاك العد والكاذب مُتبجحًا بكلِّ وقاحة ساردًا الأكاذيب " نحنُ مُلتزمون بالقانون الدولي، ولا نستهدف المدنيين، ومن واجبنا حمايتهم وإيصال مستلزمات الحياة الأساسية لهم".بأيِّ عالمٍ نعيشُ نحن؟الكاذبُ فيه يُصدق والصادقُ فيه يُكذب!هل جُرِّد هذا العالم من الإنسانية والسلام؟أم أنَّهُ طوال عُمرنا قد عِشنا بوهمِ إنسانيتهم الخدَّاعة؟كم يُصيبني الاشمئزاز من هذا العالم الظالم ولكل ما يحصل من ظلمٍ وجبروت للشعب الفلسطيني الذي ليس لهم وكيل سوى الله.قال تعالى:﴿فسيكفيكهم الله﴾﴿وكفى بالله وكيلا﴾

حنین ماهر سالم فبرایر | 2024 |مصدر: GazaStory.comــــــــــــــــــــــــــــــundefinedابق معنا وقدمنا للآخرينt.me/Ravina_Ar
undefined إرسال الروايات وإبداء الرأي:@ravina_ad

۱۷:۴۲

undefined#لبنان
وصلت الحرب إلي قریتنا...(الجزء ثامن و‌ عشرون)
في صباحٍ باكر، تحركنا مجددًا نحو صيدا. هذه المرة كانت أختي برفقتنا، وقالت: "أخاف أن تذهب مجددًا إلى الأشرفية عن طريق الخطأ." ضحكت ولم أقل شيئًا، كنت أعلم أن هذا ليس بسبب الخوف عليّ. كان قلبها يتوق إلى الجنوب، وكنت أنا السبب في ذلك. صيدا، مدينة ساحلية تسكنها أغلب الفئة السنية. وعندما اقتربنا من صيدا، تحطمت جدار الصوت. ابتسمت ابتسامة مريرة. نظرت إلى الأطفال. لم يكونوا خائفين. بل كانوا غير مدركين تمامًا لتحطم جدار الصوت. كانت ريحانة وزينب قد لصقتا وجهيهما بزجاج السيارة وكانتا تراقبان الكورنيش الساحلي لصيدا. منذ أن ذهبنا إلى جبيل، سمعنا صوت تحطم جدار الصوت مرة واحدة فقط. في اليوم الذي قصفوا فيه تلك البيت. وما زالت ضحكات الفتاة التي كانت ترتدي بلوزة بنفسجية في أذني. تذكرت أول مرة تحطم فيها جدار الصوت. كنت في صالون التجميل، وكانت الحلاقة منهمكة في صبغ شعري، تستمر في مدح عملها. وعندما ارتفع صوت تحطم جدار الصوت، صرخ الجميع وركضوا خارج الصالون. بقيت أنا وحدي، والشعر نصف المصفوف، في صالون فارغ، وكنت أبحث عن حجابي، عن شعري، عن عباءتي. كنت مرتبكة ولم أتمكن من إيجاد عباءتي. كنت أعلم أنه إذا قصفوا المكان، فلن أخرج بدون حجاب. لم أكن أعرف ما الذي كان يحدث في الخارج، لكنني رأيت الزجاج يتناثر في كل مكان على أرض الصالون. وخدش قطعة زجاج يدي. كان الصوت هو جدار الصوت. هذا ما قالته الحلاقة التي عادت إلى الصالون مرعوبة، وكل جسدها يرتجف، بينما كنت أجمع قطع الزجاج من على ملابسي، وأشكر الله أن وجهي لم يتأذى، ولم يصل الزجاج إلى عيني. تعودنا على جدار الصوت. تأقلمنا معه بسرعة. حتى أننا في بعض الأحيان كنا نقول بلا مبالاة: "لا شيء، كان جدار الصوت." كأن شيئًا لم يحدث. وأدركت الآن أن البشر مرنون جدًا. في بعض الأحيان يتحملون أمورًا لم يكن بإمكانهم حتى تصديقها في الماضي. تمامًا كما أدركت كم كانت همومنا قبل الحرب صغيرة وغير مهمة. تأقلمنا بسرعة مع وجوده. جدار الصوت كان دائمًا. وبدون وعي، كنت أجمع نفسي. تنقبض كل عضلاتي، وأغمض عيني، وبعد ثانيتين، تعود عضلاتي للاسترخاء. مرة سقطت دلو من اللبن من يدي وتدفق على الأرض في المتجر. مرة تحطمت الزجاجات. مرة صرخت. واستفاقت عدة مرات من النوم. تدريجيًا، تأقلمنا.

سیستمر...

الراویة: امرأة من جنوب اللبنانبقلم: رقیة کریمي من ایرانالاثنین | 18 نوفمبر 2024 | #ايران #همدانترجمة: علي مينائيــــــــــــــــــــــــــــــundefined ابق معنا وقدمنا للآخرينt.me/Ravina_Ar
undefined إرسال الروايات وإبداء الرأي:@ravina_ad

۱۹:۲۵

undefined#لبنان
وصلت الحرب إلي قریتنا...(الجزء تاسع و‌ عشرون)
الجدار الصوتي كان يُكسر. بعضهم كانوا يضحكون، وحتّى الجدار الصوتي لم يسلم من سخريتهم. كانت الليالي حافلة. أحدهم يضحك، آخر يصفّر، وآخر ينهال بالشتائم على إسرائيل. صفارات إنذار السيارات كانت تبدأ جميعها معًا، وكان هناك مزيج من الضحك والخوف والانزعاج والمزاح. أحيانًا كانوا يطلقون القنابل المضيئة، فتكتمل المسرحية. كنّا قد تعلّمنا جيدًا الفرق بين القصف والجدار الصوتي. الجدار الصوتي عادةً كان يحدث على مرحلتين، لحظات من الصمت ثم يتكرر. أمّا القصف فكان يحدث مرة واحدة فقط. في تلك الأيام، كان هناك جدار صوتي فقط، أمّا الآن فهناك القصف والجدار الصوتي معًا. تعوّدنا على ذلك، كصوت صاعقة مفاجئة. نحن تعوّدنا، لكن الأطفال لم يعتادوا أبدًا. الأطفال هم الجزء الأكثر ألمًا في كل حرب. الأطفال لا يفهمون معنى الحرب ولا يدركون ما هو الجدار الصوتي. لماذا يجب أن يستيقظوا منتصف الليل؟ الأطفال كانوا دائمًا خائفين، يصرخون، وقلوبهم كقلوب العصافير ترتجف وهم يبكون ويستيقظون مذعورين‌.كنا نقترب من الجنوب مجددًا، صيدا. صيدا كانت مدينة ذات غالبية سنية، وقد لجأ إليها الكثير من النازحين. حتى الليل، كنتُ أرتب منزلنا الجديد. تذكّرتُ المرة الأولى التي رتبتُ فيها منزلي في الضاحية أو في الجنوب. كل شيء كان يجب أن يكون مرتبًا. كنتُ أنظف البيت لدرجة أنه يلمع. أما الآن، فكان هذا المنزل متسخًا، وكنت أشعر بالاشمئزاز من جدرانه وأركانه، لكن لم يكن لدي الطاقة لتنظيفه. كنتُ أواسي نفسي وأقول: هذا ليس منزلي. ستنتهي الحرب قريبًا، وسنعود إلى منزلنا. لا داعي لأن يكون هذا المنزل المستأجر لامعًا. ومع ذلك، عندما فتحتُ عيني، كان الليل قد حلّ، وما زلتُ مشغولة بالنظافة. لم تكن لدينا الكثير من الأدوات. بعض البطانيات، بعض الوسائد، وعدد قليل من أواني الطعام. فقط في الحرب، تدرك أنك أحيانًا تستطيع أن تعيش بأقل الإمكانيات. لا يهم ما هي ماركة قدر الطبخ، يكفي أن يكون لديك طعام. ولا يهم لون البطانية، يكفي أن لا تشعر بالبرد.من شدّة التعب، لم أعرف متى غفوت. الأطفال كانوا نائمين كل واحد في زاوية. لم أكن قد أغمضت عيني جيدًا حتى دوّى صوت الجدار الصوتي من جديد. استيقظ الأطفال مذعورين، والأرض كانت مليئة بشظايا الزجاج المحطّم...

سیستمر...

الراویة: امرأة من جنوب اللبنانبقلم: رقیة کریمي من ایرانالاثنین | 18 نوفمبر 2024 | #ايران #همدانترجمة: علي مينائيــــــــــــــــــــــــــــــundefined ابق معنا وقدمنا للآخرينt.me/Ravina_Ar
undefined إرسال الروايات وإبداء الرأي:@ravina_ad

۱۹:۲۵

thumbnail
undefined#غزة
شهداء عائلة الحواجري.. قتلتهم "إسرائيل"

"إسرائيل" قصفت "إسرائيل" منزلنا بتاريخ 21 أكتوبر 2023، واستشهد أربعةٌ من إخواني واثنتين من أخواتي وزوج أختي، وهذه حكاياتهم
الشهيد حمزة الحواجري
أخي الشّهيد حمزة الحواجري البالغ من العمر اثنان وعشرون عامًا، يدرس التربيّة الرياضيّة، وكان هذا الفصل الأخير له، أخي حمزة كان يتمنى أن يذهب ويؤدي مناسك العمرة؛ ولكن بسبب صعوبة السفر من غزة لم يستطع فعل ذلك، كان يُفكّر بالزّواج بعد التخرّج، وقبل أن يستشهد بيومين كان يطلب من عائلته بالدعاء له بالشهادة. أخي حمزة كان متميزًا بالسّباحة، دخل في اختبارٍ ونجح فيه، وتعيّن مُنقذًا بحريًّا في شواطىء دير البلح في قطاع غزّة، وأنقذ الكثيرين من الموت غرقًا.
الشهيد حارث الحواجري
أخي الشهيد حارث البالغ من العمر خمسة عشر عامًا، ولد في حرب ٢٠٠٨، كان يحبّ البحر وماهرٌ في السّباحة، وأكثر شيء كان يُحبّ فعله في الصّيف هو التزلج على أمواج بحر غزّة، حارث إنسان مؤدّب ومطيع، نشأ في المساجد ولا يُذكر اسمه إلا "حارث الله يرضى عليه".
الشهيد محمد الحواجري
أخي محمد البالغ من العمر أحد عشرة عامًا، كان يُحبّ رياضة الكراتيه، قبل القصف بيومين أخبر عائلته: "لو استشهدت سأشفع لكم لا تخافوا من شيء وأول شخصان سأشفع لهم هما أمي وأبي".
الشهيد عمر الحواجري
أخي عمر البالغ من العمر خمسة أعوام، سعدنا جميعًا بأنّه حفظ الأنشودة التي تعلّمها في الرّوضة "أبطالك يا فلسطين رفعوا راسك بالعالي، شهيد يودّع شهيد لعيون الأقصى الغالي"
الشهيدة أمل الحواجري
أختي أمل البالغة من العمر سبعة وعشرون عامًا، وطفلاها الشهيدان أيمن عُمره ثلاثة أعوام، وأحمد عُمره عشرة أعوام، أمل خرّيجة شريعة وقانون، كانت هي القلب الكبير في المنزل، بمثابة الأم لنا جميعًا، عاشت جُلّ حياتها في غزة، وكانت تتمنى أن تُسافر وترى العالم، وكانت جدًا ماهرة في صُنع الحلويات.
الشهيدة سجى الحواجري
أختي الشهيدة سجى البالغة من العمر ثلاثة عشر عامًا، كانت تحبّ كرة القدم وفريق ريال مدريد، كانت تُحبّ رونالدو كثيرًا، وكانت سعيدة بقدومه إلى النصر، كانت دومًا تُرسل لي أهدافه التي يُسجلها، وعند قصف بيت جيراننا صارت تبكي وتقول: "بدي استشهد أريحلي من هادي العيشة"، سجى كانت جدًّا ماهرة في الرّسم، وكانت موهوبة دون أنّ تتعلم الرّسم من أحد.إخوتي سجى وحمود واللذان كانا دائمًا في خلافات وصراخ وحقد، حتّى أنّهما من المستحيل أن يجلسا بجانب بعضهما البعض على مائدة الطعام، أختي ووالدتي النّاجيتين من تحت الأنقاض قالتا لي أنّهم دفنوهما في نفس القبر، حتّى أنّهم وضعوا محمد في حضن سجى لقلّة القبور، قالوا لي هكذا وضحكوا.."حمّود لحقها حتّى على القبر".

یحیي الحواجري فبرایر | 2024 |مصدر: GazaStory.comــــــــــــــــــــــــــــــundefinedابق معنا وقدمنا للآخرينt.me/Ravina_Ar
undefined إرسال الروايات وإبداء الرأي:@ravina_ad

۱۸:۵۹

thumbnail
undefined#غزة
نزوح: الغُربة داخل الوطن...

على الرغم من أننا في ربوع قطاع غزة، إلا أن الغُربة تحيطنا من كل مكان، ف أين نحن؟ وأين بيوتنا؟ وأين مسكننا؟نتوه هنا بين الوجوه التي جاءت من كل من شبرٍ في بلادنا، نتوه في وسط الأسعار المرتفعة، نتوه في شوارع لم نكن نتوقع أن نصلها ذات يوم، فلمَ جئناها؟ وبهذه الظروف!نتوه على طوابير المياه، ونحن نبصر مناطق واسعة مكتظة بالخيام، مناطق لم نعرفها إلا بخيامها التي نُصبت إبان الحرب، نتوه في بحر الذكريات التي تفتك بقلوبنا من فرط الحنين والشوق، فأماكننا التي بنينا فيها ذكرياتنا قد هجرناها أو دمرها العدوان، وحتى الرفاق قد تشتتوا وتفرقوا في بقاع القطاع، لم تبقَ لنا الأماكن ولم يبقَ الرفاق.أذكر صديقي وقريبي محيي، لقد كنا سويًّا على الدوام في الشهور الأخيرة ما قبل الطوفان، من المغرب حتى الفجر إلا ما ندر، وكذلك الحال مع خالد وكريم، في "الطابق" حيث الطابق العلوي من منزلنا، طابق خالٍ لا يقطنه أحد، إلا أن ذكرياتنا ورائحة الأرجيلة ومعداتها وكروت الشدة وأنغام عبد الحليم لا زالت تقطنه، كان لا يمنعنا سوى دقائق معدودة، أما الآن فتفصلنا مسافات، ونزوح، ومواصلات شاقة، وقلق من خطر الطريق، دون متسع من الوقت لتبادل أطراف الحديث بسبب الظروف الراهنة وضرورة العودة بين خانيونس ورفح على عجلة قبل حلول المساء، على الرغم من أن قطاع غزة لا يتجاوز عدة كيلو مترات، يمكنك أن تقطع كل الطريق في غضون ساعة من حدود مصر جنوبًا وإلى حدود أراضينا المحتلة شمالًا، إلا أننا بتنا نشعر وكأنما تفصلنا دول ومسافات كبيرة، ونحتاج إلى التفكير مرارًا قبل اتخاذ قرار الزيارة لبعضنا هنا أو هناك.ما الذي أفعله هنا؟ سؤالٌ يراودني كل يوم وفي كل مكان وفي كل مواصلة، ماذا يجري؟ ولماذا يجري؟ أسئلةٌ تفتك بخلايا دماغك وتُخرِجك عن طورِك وتضعك في سجنٍ موصد كالقطاع الذي تسكنه، واتفق الجميع على إبادتك بداخله.هذا النّص كتبه صبري ما بين 1 -20 يناير/ 2024، وينوي أن يستمرّ بالإضافة إليه حتّى عودته إلى بيته، ولكنّه آثر نشره قبل أن يكتمل، وكتب: "الحكاية مستمرّة ما استمرّ النّزوح"


صبري الفرافبرایر | 2024 |مصدر: GazaStory.comــــــــــــــــــــــــــــــundefinedابق معنا وقدمنا للآخرينt.me/Ravina_Ar
undefined إرسال الروايات وإبداء الرأي:@ravina_ad

۱۷:۱۱

undefined#لبنان
وصلت الحرب إلي قریتنا...(الجزء الثلاثون)
كان الصباح قد أشرق حينما تحركنا مجددًا نحو صيدا. هذه المرة جاءت أختي معنا وقالت: "أخشى أن تذهب مرة أخرى بالخطأ إلى الأشرفية." ابتسمت ولم أقل شيئًا، كنت أعلم أن الأمر ليس بسببي. كانت تشتاق للجنوب، وكنت أنا مجرد ذريعة.صيدا، مدينة ساحلية ذات أغلبية سنية. عندما اقتربنا من صيدا، انكسر حاجز الصوت. ارتسمت على وجهي ابتسامة مريرة. نظرت إلى الأطفال؛ لم يكونوا خائفين، بل لم يلاحظوا حتى انكسار حاجز الصوت. ريحانة وزينب كانتا تلصقان وجهيهما بزجاج السيارة وتنظران إلى كورنيش صيدا الساحلي.منذ أن ذهبنا إلى جبيل، لم نسمع انكسار حاجز الصوت إلا مرة واحدة، في اليوم الذي قُصف فيه ذلك المنزل. لا تزال أصداء ضحكات الفتاة التي كانت ترتدي بلوزة بلون البنفسج الفاتح تدوي في أذني. تذكرت المرة الأولى التي انكسر فيها حاجز الصوت. كنت في صالون التجميل، وكانت المصففة منهمكة في وضع الصبغة على شعري، تمدح عملها باستمرار. عندما دوى صوت انكسار حاجز الصوت، صرخ الجميع وهرعوا خارج الصالون. بقيت وحدي، وشعري لم يُصبغ بالكامل.كنت وحدي في الصالون الفارغ، أبحث عن حجابي، عن غطاء رأسي، عن عباءتي. شعرت بالارتباك، لم أجد عباءتي. كنت أعلم أنه حتى لو قُصف المكان، لن أخرج بدون حجابي. لم أكن أعلم ما الذي يحدث في الخارج. رأيت فقط أن جميع الزجاج تحطم وسقط على أرضية الصالون. قطعة زجاج خدشت يدي. كان مجرد حاجز صوتي، كما قالت المصففة التي عادت إلى الصالون مرتعشة، بينما كنت أجمع شظايا الزجاج عن ملابسي وأشكر الله أن وجهي لم يُجرح، ولم تصب الشظايا عيني.اعتدنا على حاجز الصوت. اعتدنا عليه بسرعة. لدرجة أننا كنا أحيانًا نقول بلا مبالاة:لا شيء، إنه مجرد حاجز صوتي.كأن الأمر لم يكن شيئًا. أدركت الآن أن البشر مرنون للغاية. يتحملون أشياء لم يكن بإمكانهم تصوّر تحملها من قبل. وبنفس القدر أدركت كم كانت أحزاننا قبل الحرب صغيرة وتافهة.اعتدنا على وجوده بسرعة. حاجز صوتي متكرر. كنت أرتعش لا إراديًا. تتشنج عضلاتي بأكملها، أغمض عينيّ، وبعد ثانيتين أسترخي مجددًا. مرة سقط دلو الزبادي من يدي وانسكب في المتجر. مرة أخرى، تحطمت النوافذ. صرخت مرة، واستيقظت مرات عديدة من نومي. شيئًا فشيئًا، اعتدنا عليه.

سیستمر...

الراویة: امرأة من جنوب اللبنانبقلم: رقیة کریمي من ایرانالاثنین | 18 نوفمبر 2024 | #ايران #همدانترجمة: علي مينائيــــــــــــــــــــــــــــــundefined ابق معنا وقدمنا للآخرينt.me/Ravina_Ar
undefined إرسال الروايات وإبداء الرأي:@ravina_ad

۱۹:۳۹

undefined#لبنان
وصلت الحرب إلي قریتنا...(الجزء واحد و ثلاثون )
الجدار الصوتي الذي كان يُكسر. كان البعض يضحكون، حتى أنهم سخروا من الجدار الصوتي. كانت الليالي أشبه بساحة معركة. أحدهم يضحك، وآخر يصفر، وآخر يسب إسرائيل بلا توقف. أجهزة إنذار السيارات كانت تعمل جميعها في وقت واحد، وكان مزيجًا من الضحك والخوف والانزعاج والمزاح. وأحيانًا، كانوا يطلقون قنابل مضيئة لتكتمل المشهدية تمامًا.تعلمنا حينها الفرق بين القصف والجدار الصوتي. كان الجدار الصوتي غالبًا يحدث على مرحلتين: بضع ثوانٍ من الصمت، ثم يتكرر من البداية. أما القصف، فكان يحدث مرة واحدة فقط. في تلك الأيام، كان هناك فقط الجدار الصوتي، أما الآن فصار هناك القصف والجدار الصوتي معًا. اعتدنا على ذلك. كأنه صوت صاعقة مفاجئة. اعتدنا نحن، لكن الأطفال لم يعتادوا أبدًا. الأطفال هم الجزء الأكثر إيلامًا في كل حرب. الأطفال لا يفهمون معنى الحرب، ولا يدركون ما هو الجدار الصوتي. لماذا يجب أن يستيقظوا في منتصف الليل مذعورين؟ كانوا دائمًا يخافون، يصرخون، وقلوبهم كانت تخفق مثل قلوب العصافير، ويبكون. كانوا يستيقظون مذعورين.كنا نقترب مرة أخرى من الجنوب. صيدا. صيدا كانت مدينة ذات غالبية سنية، وقد لجأ إليها الكثير من النازحين. حتى المساء كنت أرتب منزلنا الجديد. تذكرت أول مرة رتبت فيها بيتي في الضاحية، أو منزلي في الجنوب. كان يجب أن يكون كل شيء مرتبًا. كنت أنظف المنزل حتى يلمع. أما الآن، فهذا البيت قذر، ولم أكن أطيق النظر إلى جدرانه. لكن لم يكن لديّ الطاقة لتنظيفه. كنت أواسي نفسي بأن هذا ليس بيتي. الحرب ستنتهي قريبًا. سنغادر هذا المكان قريبًا ونعود إلى منزلنا، لذلك لا داعي لأن أجعل هذا المنزل المستأجر يلمع.رغم ذلك، فتحت عيني فوجدت الليل قد حل، وما زلت منشغلة بالتنظيف. لم يكن لدينا الكثير من الأغراض: بضع بطانيات، وبعض الوسائد، وبعض أواني الطعام. في الحرب، تدرك أنه يمكن العيش بأقل الإمكانيات. ليس مهمًا ما هي علامة قدر الطعام، المهم أن تجد ما تأكله. وليس مهمًا لون بطانيتك، المهم ألا تشعر بالبرد. من شدة التعب، لم أشعر كيف غفوت. الأطفال ناموا كل واحد منهم في زاوية. لم تكد عيناي تغفو، حتى دوى صوت الجدار الصوتي من جديد. استيقظ الأطفال مذعورين، وكانت الأرض مليئة بقطع الزجاج المكسور...

سیستمر...

الراویة: امرأة من جنوب اللبنانبقلم: رقیة کریمي من ایرانالاثنین | 18 نوفمبر 2024 | #ايران #همدانترجمة: علي مينائيــــــــــــــــــــــــــــــundefined ابق معنا وقدمنا للآخرينt.me/Ravina_Ar
undefined إرسال الروايات وإبداء الرأي:@ravina_ad

۱۹:۳۹

thumbnail
undefined#غزة

أمير: شيخي ورفيقي شهيد...

أنتَ وأهلي في يومٍ واحد، بل في دقيقةٍ واحدة، ماذا فعلت لتقسو الحياةُ على قلبي لأفقدك وأهلي في آنٍ واحد!واللّٰه يا حبيبي ثقيلةٌ وكثيرةٌ عليّ! يا نعمَ الصّحاب يا أرشدَ العُقول يا أنبلَ النّاس، ابنُ خالتي ورفيقُ دربي وشيخي وداعيتي [أمير]..كسرتَ ظهري وفجعتَ قلبي واللّٰه لو أبكيك وأرثيك طول العُمر لا يكفي ولن يكفي، في الجنّة سنلتقي في منزلةِ المُحسنين التي تُحبّها وحدّثتَني عنها كثيرًا يا أعزّ الرّفاق.أمّا أنتم دعوني أحدّثكم عن هذا الوجه البهيّ، هذا هو أمير ابنُ خالتي ورفيقي منذُ الصّغر، حيث أننا درسنا الرّوضة سويًّا، وتشهدُ علينا زِقاق الحارة كما ركضنا بها، والمدرسةُ الإبتدائيّة كم تفوّقنا فيها، ومنزلهم كم أكلنا الخيار واللّبن معًا منذُ الصّغر، ويشهد الصّباح والمساء كم شربنا القهوة معًا بكلّ حُب وبأصوات ضحكاتٍ عالية، وتشهدُ جامعتنا كم تلاقينا فيها، ويشهدُ شيبس [ليون] الذي يحبّه بالشطّة والليمون كم أكلناه سويًّا، ويحبّ البومليت والشوكولا، وتشهدُ الذكريات جميعًا علينا التي لا تُعدّ ولا تُحصى حقًّا.أمير الذي يبلغُ من العُمر اثنين وعشرين عامًا، حافظٌ لكتاب اللّٰه وحاصلٌ على السّند وصاحبُ صوتٍ جميلٍ جدًّا في تلاوة وتجويد القرآن الكريم، تخرّج أمير هذا العام من الجامعة الإسلاميّة في غزّة بتقديرِ امتياز من تخصص أصول الدّين، وكان يحلمُ أن يخرج خارج غزّة ليكملَ مسيرته التّعليميّة ويدرس الماجستير في تخصص مُقارنة الأديان، رغم أنّه كان يحكي لي دومًا: "هذا التّخصص مش سهل مش أي حد بدرسه ولكن حدرسه"، وأشهدُ له ولعقلهِ الثّمين الرّشيد البالغ الفاهم العاقل أنّه قادر على دراسته، لما يزنُ عقله بحجمِ هذا العالم أجمع، فأمير عقله بسم اللّٰه ما شاء اللّٰه عليه لم ولن أرَ في حياتي مثله قط وعلى أصدقائه الشّهادة بهذا.في الجّانب الآخر، كان أمير يحبّ الحياةَ كثيرًا، يحب الحياة ويُناديني دومًا لنشرب القهوة معًا ونذهب للبحر معًا ونشاهد كرة القدم معًا، كان يحب الدّوري الإنجليزيّ كثيرًا ويشجّع السيتي ويحبّ غوارديولا كثيرًا، عاشق لبرشلونة ولا أنسى فرحتَه وردّة فعله في الكلاسيكو حينما يسجّل فريقه الهدف، يحبّ أن يلعب الشّطرنج ومحترف فيها.من أعماله التي لا يعلمها أحد غيري وقليل من مُقرّبينه، أنّه كان لا يرفضُ لأحد طلب أيًّا كان قريب أو بعيد، وأشهد أنّه كان يمشي كثيرًا مُنذ بدء الحرب على غزة ليساعد ويغيث المُحتاجين ولو بالقليل، وكان يُؤثر على نفسه غيره حتّى لو كان غريبًا، فواللّٰه لم أرَه رفض طلبًا لأيّ أحد قط.واللّٰه يشهد، كان يريد أن يذهب لبلادٍ بعيدة ليدعُ للإسلام وكان يليق به أن يكون داعية؛ لأنّه من المُحسنين، والمُحسنين أعلى درجاتِ الإيمان وأصدقِهم، ولا أزكّيهِ على اللّٰه، ولكنني مُتأكّد أنّه منهم لأنّه كلّما حدّثني عن منزلةِ المُحسنين كنت أرى في عينيهِ الشّغف والحب ليكون منهم، وكان جاهزًا للقاءِ ربّه وتليقُ به الشّهادة.حبيبي وصديقي وداعيَتي ومُحسني أمير سامي أبو معمر، إلى لقاءٍ قريب في الجّنة يا حبيبي.

رضوان أبو معمرفبرایر | 2024 |مصدر: GazaStory.comــــــــــــــــــــــــــــــundefinedابق معنا وقدمنا للآخرينt.me/Ravina_Ar
undefined إرسال الروايات وإبداء الرأي:@ravina_ad

۱۹:۰۹

undefined#لبنان
وصلت الحرب إلي قریتنا...(الجزء ثاني و ثلاثون )
الطابق السابع من مبنى سكنيّ شاهق في صيدا. لا أجرؤ على فتح النافذة. كنت أخاف من المرتفعات منذ طفولتي. من النافذة يمكن رؤية بحر صيدا بوضوح. أزرق وهادئ، غير مبالٍ بالحرب.في صيدا، لديّ وقت أكثر. لم يعد هناك صخب وضجيج بيت أمي. كنت أشغل نفسي بالعمل هناك حتى أنسى أننا في حرب، حتى أنسى أننا نسمع خبر الاستشهاد في أي لحظة، حتى أنسى أن عائلة زوجي...فجأة تذكّرت عائلة زوجي. عندما كنا في جبيل، وصلنا خبر استشهاد ابن أخي زوجي. الآن، قدّمت عائلة زوجي أربعة شهداء، بالإضافة إلى عدة جرحى. أزواج البنات كانوا إمّا في الجبهات أو مصابين، وبعضهم استشهدوا.تذكّرت مريم، ابنة أخي زوجي. فقد زوجها عينه ويده بسبب انفجار البيجر. استشهد أحد إخوتها، وأصيب الآخر. لم أجد فرصة للحديث معها بعد. أصبح عدد الشهداء كثيرًا، وكأن أخبار الاستشهاد صارت أمراً عادياً بالنسبة لنا. كنت الآن قريبة من مريم. كنا في نفس العمر، وكان كلٌّ منا يفهم الآخر جيدًا. أرسلت لها رسالة أخبرها أني سأزورها. أخذت العنوان، وفي أقل من عشر دقائق كنت هناك مع أطفالي.جلستُ صامتة، أعبث بفنجان القهوة، بينما كانت مريم تتحدث. كان الأطفال قد وجدوا بعضهم البعض، فاحتموا خلف جدران الغرفة وكأنهم في معركة، يطلقون النار على بعضهم. كانت زينب وأبناء مريم يمثلون قوات المقاومة، وقالوا لريحانة إنها يجب أن تكون إسرائيلية، فبكت ورفضت أن تكون كذلك.لم تنتظر مريم سؤالي، بل بدأت تحكي لي عن ذلك اليوم بنفسها. قالت: "في الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، استلقى زوجي قليلًا. لم يكن قد غفا بعد حين دوّى صوت البيجر. كان صوتًا عاليًا وغريبًا، حتى إنني تفاجأت وأنا خارج الغرفة. ثم، وهو مستلقٍ، أمسك البيجر ووضعه أمام وجهه. بعد ثوانٍ قليلة، وقع الانفجار.عندما فتحتُ باب الغرفة، كان وجهه مغطًى بالدم. خرجت عينه اليمنى من محجرها وتدلّت على وجنته. عينه اليسرى اختفت تحت الدم. كان الدم يتدفق من أصابعه. وقفتُ عند عتبة الباب، أنظر فقط. انحبس نفسي، لم أستطع حتى أن أصرخ. كان الأمر تمامًا كما لو كان مشهدًا من فيلم رعب خيالي.ناداني بنفسه وقال: - مريم، أحضري المنشفة."

سیستمر...

الراویة: امرأة من جنوب اللبنانبقلم: رقیة کریمي من ایرانالاثنین | 18 نوفمبر 2024 | #ايران #همدانترجمة: علي مينائيــــــــــــــــــــــــــــــundefined ابق معنا وقدمنا للآخرينt.me/Ravina_Ar
undefined إرسال الروايات وإبداء الرأي:@ravina_ad

۱۸:۵۹

thumbnail
undefined#غزة
فلافل النازحين في غزة...

"فلافل النازحين" هو عنوان رواية للكاتب السوري سماح ادريس وهي تحكي عن حياة السوريين خلال النزوح، هذه الرواية كنت أعيد ترتييها في رفها المخصص في مكتبة المؤسسة التي أعمل بها، لازلت أحفظ مكانها فهي تطل على الممر الطويل في المنتصف على الرف( ق4_ ادر)، ولكنني لم أعرف ٱنني كنت أعيد ترتيبها لتطل على آلاف الأطفال والأصدقاء الذي مشوا من أمامها دون ٱن يعرفوا معنى النزوح، ثم جربوه مؤخرا، فصاروا نازحين.سأستعير من الرواية عنوانها، لا فرق ربما يختلف العدو، لكن القسوة واحدة، الظلم وانتهاك الانسانية والاستهتار بالبشر وبحقوقهم وباستقرارهم، وجعلهم دائما ضحايا الصراعات السياسية، دون أي اعتبارات أخرى واحدة.هذا العنوان الكفيل بأن يشرح لك طبيعة مايحدث، كالفلافل التي نعرفها ونأكلها، أو تلك التي كنا نعرفها، والتي يتناولها الآن النازحون بشكل كبير، حيث انتشرت مؤخرا في الشوارع وأماكن التجمعات على مواقد الحطب، وهي فلافل تفتقد إلى اللون الأخضر لقلة الخضار الطازجة، ولارتفاع أسعارها.طعام النازحين يختلف حسب إقامتهم، لكنه على الأغلب لا يخلو من معلبات الفول والحمص والفاصوليا ولحم اللانشون، وما يجود به الشارع من عوامة ومشبك وفلافل وزلابية، وما تحضره السيدات من مهلبية ومعجنات ليبيعها الصغار في الشوارع، في أحسن الأحوال ومع وجود مكان لإشعال النار، سيكون هناك قلاية بندورة شهية، ٱو طبخة عدس أو بازيلا معلبة، نسيت أن أخبركم أن البيض ظهر ليومين وحظينا بشكشوكة طيبة، ثم اختفي، وعاد سعره ليرتفع من جديد، ويباع في السوق السوداء، الخبز أسعاره جيدة، لكن الوصول إليه يحتاج لحجز دور لنهار كامل، فمن الأفضل أن تخبز وحدك.من ٱهم السلع التي لا يزال ثمنها خيالي، زيت القلي والقهوة، المولتو وأكياس الشبس ومسليات الأطفال، حتى بسكويت المساعدات المحشو بالتمر يباع على الٱرصفة بسعر مرتفع، الخضار خصوصا البصل أسعاره خيالية، الثوم والبطاطا والدقيق انخفضت أسهمهم مؤخرا لدخولهم السوق بقوة، الخيارة بشيكل، البندورة معتدلة، حتى الحطب صار ينافس البضائع.اختفى الشامبو يا أعزائي، البامبزر والحليب، في حال وجدت المقاسات والأنواع فالحصول عليها مكلف، الفوط النسائية بعد انقطاع صارت تباع في الشوارع، الصيدليات خاوية والأدوية المزمنة شحيحة، طعام القطط والعصافير أسعار جنونية، حتى السراويل الداخلية التي نلبسها في الأربعينية غير موجودة، يمكنك شراء سراويل مستخدمة من محلات"البالة"، هذا إن وجدت.يبدو الأمر مثيرا للسخرية والشفقة معا، لكن هذا الحصار لا يمس غزة وحدها، فغزة تحاصر العالم المريض البائس، غزة تحاصر العالم فلا يأكل ولا يشرب ولا ينام، سيخرج لهم الأطفال الجوعى في كوابيسهم، وسيخرج لهم المرتجفون من البرد من تحت ٱغطيتهم، فإما أن يحيا الجميع بعدالة، وإما لا حياة لهذا العالم المتآمر.


هبة الآغا فبرایر | 2024 |مصدر: GazaStory.comــــــــــــــــــــــــــــــundefinedابق معنا وقدمنا للآخرينt.me/Ravina_Ar
undefined إرسال الروايات وإبداء الرأي:@ravina_ad

۱۹:۴۲

undefined#لبنان
وصلت الحرب إلي قریتنا...(الجزء ثالث و ثلاثون )
ما إن استعدتُ وعيي حتى أسرعتُ بإحضار المنشفة له. أخذها ووضعها على وجهه، كان يريد أن يخفي جراحه عنا. كان يعلم أن الأطفال سيخافون. كانوا يبكون. الفراش والغرفة كلها أصبحت بحرًا من الدم. كان الدم قد تناثر حتى وصل إلى سقف الغرفة، وامتلأ المكان برائحة البارود والدخان.طوال الطريق إلى المستشفى، لم يكن يصرخ إلا: "يا حسين... يا زهراء..." لم أكن أعلم ماذا أفعل. لم أستطع أن أنظر إليه، ولم أستطع ألّا أنظر إليه.عندما كانت مريم تحكي، تذكرتُ ذلك اليوم. كنتُ قلقة أيضًا. قلقة على أخي، على زوجي. صوت سيارات الإسعاف لم يتوقف للحظة. كل جريح كان يظن أنه المصاب الوحيد، لم يكن يدرك أن الجرح لم يكن جرح فردٍ أو اثنين. حتى الليل لم يتوقف صوت الإسعاف. كان يومًا صعبًا، مؤلمًا، مرعبًا. كابوسًا لا ينتهي.كنتُ أعلم أن زوجها ذهب إلى إيران للعلاج، فسألتها: "لماذا لم تذهبي معه؟" أجابت: "هو لم يرضَ... لا يريد أن يرى الأطفال وجهه الآن."شعرتُ بغصة في قلبي. إنه أب. يخاف أن يخاف أطفاله منه. لم تنتظر أن أعلّق، فأكملت:– في البداية، لم يكن حتى يقبل أن نتحدث عبر الفيديو...شعرتُ بالألم يتغلغل في كل جسدي. إنه زوج. ربما كان خائفًا. خائفًا من رد فعل زوجته تجاه وجهه المثخن بالجراح، تجاه عينه التي فقدها. هل ستحب هذا الوجه كما كان من قبل؟ كنت أفهمه، ولم أكن أفهمه. لا أعلم. كل ما كنت أعلمه أن مريم كانت تتألم، وكأن شظايا البيجر قد استقرت في روحها أكثر من عين زوجها.أمسكتُ بيدها وقلتُ:– قولي له إن جراح وجهه لا تهمك. ابتسمت وقالت: "قلتُ له، هو يعلم." ثم تابعت: "أمس أخيرًا تحدثنا عبر الفيديو. في البداية كان قلقًا..."كنتُ أعود إلى البيت مشيًا. كنتُ أريد أن أمشي، أن يلامس الهواء وجهي. كنت أفكر في مريم. زوجة جريح. أخت شهيد. أخت جريح. مشردة. الحمد لله أنها كانت في بيت والدها يوم الاثنين، وإلا لكانت هي وأطفالها قد استشهدوا في قصف منزلها.قالت لي مريم: "يوم رحيل سيد، تمنيت لو أنني بقيت في منزلي، لو أنني ذهبتُ معه ولم أسمع خبر استشهاده."مرّت سيارة مسرعة بجانبي، تناثرت المياه الموحلة من الشارع على عباءتي ووجهي. الأطفال ابتلوا بالكامل. كانت الأمطار تشتد. كان علينا العودة إلى المنزل. المنزل الذي لم أحبه. كان مرعبًا. شقة في الطابق السابع من مبنى قديم وعالٍ في صيدا، يطل مباشرة على البحر...

سیستمر...

الراویة: امرأة من جنوب اللبنانبقلم: رقیة کریمي من ایرانالاثنین | 18 نوفمبر 2024 | #ايران #همدانترجمة: علي مينائيــــــــــــــــــــــــــــــundefined ابق معنا وقدمنا للآخرينt.me/Ravina_Ar
undefined إرسال الروايات وإبداء الرأي:@ravina_ad

۱۹:۳۷

thumbnail
undefined#غزة

عن صمت غزة الذي يقتلنا...

لقد صارت غزة منذ أسبوع مجدداً صامتة تماماً، لا شبكة اتصالات ولا حتى أصوات رحيمة يتبادلها الناس داخل المدينة فيما بينهم، صمتٌ يهطل من السماء من هول كل شيء، فتكون غزة تلك الضائعة التي تقطعت بها سبل الحياة والنجاة حقا وليس استعارة، أحاول تخيل عائلتي الآن وهم مجتمعون في بيت واحد بعد أن قصف الاحتلال منزل العائلة الكبير في مخيم المغازي بعد ساعات قليلة من نزوحهم، صاروا قرابة خمسين شخصاً في حيز صغير كما هو حال كل أسر غزة الآن.أحاول تخيل يد عمتي وهي تليّن العجين، وتضعه في الفرن الطيني ليصير خبزا عليه أن يطعمهم كلهم، وأحاول أن أتجاهل خوفي من أي يكون الطحين قد نفذ لديهم أصلاً، أقنع نفسي برائحة الخبز تفوح بينهم، فتدفئ جوعهم قليلاً الآن.أتخيل أخي وهو يعبر طريق البحر الطويل، وهو يحمل زجاجات الماء الكبيرة التي قد لا تروي العطش، ولكنها تبلّل الحلق الجاف من الصراخ والدعاء قليلاً، وأهرب من فكرة تطغى في كوابيسي أحياناً أن لا ماء في الطرقات، ولم يعد في غزة مصدر للماء إلا البحر، وحده المدى المفتوح الذي لم يغدر بقلب غزة المجروح.عندما ينقطع الاتصال عن غزة يولد بعدٌ آخر للحرب، بعدٌ من الأوهام التي تسحبنا كما الثقب الأسود، تصير عقولنا قادرة على رسم سيناريوهات كثيرة، بعضها يطمئن القلب وبعضها يوقظه مفزوعا وتائهاً.أتخيل أولاد ابن عمي الصغار في حضن أبي يروي لهم ربما حكاية من حكايات فلسطين الشعبية التي احتفظنا بها في كتاب بقي في بيتنا شبه المحروق والمهجور في غزة. أحياناً أخرى تهطل دموعاً ساخنة من عيني فجأة، وأنا أتخيل خوف أبي وهو يسمع اقتراب دبابات العدو إلى حيث يسكنون. أكاد أرى نفسي بجواره روحاً لا يراها، ولكنها تحاول أن تطمئنه.لقد مضى أكثر من مئة يوم، ولا أعلم إن عادت الأوجاع المزمنة لأبي، وقد كان على موعد مع عملية جراحية قريبة.قبل أيام التقيت صديقتي التي حدثتني عن وفاة ابن عمّها أمام أعين أهله ببطء؛ بسبب عملية جراحية بسيطة لم يستطع إجراءها من شح كل شيء في الشمال. تغيب تلك القصص لمهزومين من ظلم الحياة، تضيع تفاصيل الضياع اليومية في زحام دماء الشهداء، وننسى أن حياة عادية وبسيطة وأليفة توقفت بالكامل في غزة.تنقطع الاتصالات مجدداً، فتتأخر أخبار الشهداء، وننتظر كما ينتظر الغريق قارباً ما يحمل أخباراً لنا من هناك، يحمل لنا صوت أهلنا المتعبين، صوت أطفالنا الجائعين، نشتاق إلى الأصوات التي تصفعنا فتذكرنا بكلماتٍ لا نستطيع قولها وأحلام لا نستطيع تحقيقها.لا أعلم متى سأسمع صوت أهلي مجدداً، فأخبر أبي أني حلمت به وأني حاولت أن أوصل له حضوراً ما عبر الليل يخترق الأمكنة. متى سيأتيني صوته وهو يقول لي الحقيقة، ويطردُ عني شبح الأوهام الثقيل، هل جاعوا وعطشوا، هل ناموا دافئين؟ هل بكوا في الليل، ودعوا الله بخلاص قريب؟هل تتقلص أحلامنا إلى حدّ اتصالٍ ما قريب، فتهدأ الروح قليلاً؟ وهل يُنسينا شوقنا للصوت شوقنا لانتهاء كل الموت في غزة.بالطبع لا. فربما يأتي الصوت مجدداً محمولاً بتكبيرات وحمد مغسول بالدموع أن الحرب قد انتهت أخيراً وأنهم بخير..ربما.. ذلك جلّ ما أتمناه في عالم غريب ذبح قلوب الغزيين، وشوقهم وتركهم متلهفين حتى الأبد لأبسط الأمنيات.


آیة رباح فبرایر | 2024 |مصدر: GazaStory.comــــــــــــــــــــــــــــــundefinedابق معنا وقدمنا للآخرينt.me/Ravina_Ar
undefined إرسال الروايات وإبداء الرأي:@ravina_ad

۱۹:۰۷

undefined#لبنان
وصلت الحرب إلي قریتنا...(الجزء رابع و ثلاثون )
لم أحب بيت صيدا. كنت أشعر بالاختناق بين جدرانه وأبوابه، وكأنني كنت أنتظر فرصة ليبكي الأطفال ويقولوا إنهم يشتاقون إلى جبيل. في صباح اليوم التالي، قبل شروق الشمس، جمعت الملابس غير المغسولة في مؤخرة السيارة وكنا بالفعل على طريق جبيل. كانت الساعة الثامنة صباحًا عندما أردت أن أضع الملابس في غسالة أمي القديمة والمتهالكة. لم يكن لديّ غسالة في صيدا، وغسلت الملابس بيدي كثيرًا لدرجة أنني كدت أفقد قوتي. غسالة أمي لم تكن تعمل جيدًا، ففي منتصف الغسيل كانت تتحرك وسط الغرفة، وتنشر المياه في كل مكان. لكنها على الأقل كانت أفضل من غسل الملابس يدويًا.رن هاتفي. للحظة، ظننت أنه زوجي. ربما عاد إلى صيدا ولم يجدنا. لم يكن لدي أي خبر عنه منذ مدة طويلة. هل ما زال حيًا؟ هل استُشهد؟ لا أدري. كان الرقم مجهولًا، وصوتًا مسجلًا يتحدث. لا أتذكر كلماته بالضبط، لكنني أتذكر هذا جيدًا: "بعد ساعة سيتم قصف المنزل."في البداية، اعتقدت أن أخي يمزح معي، كما فعل من قبل عندما غيّر صوته وأخاف أختي الكبرى، ثم انفجر ضاحكًا. لكن هذه المرة كان الصوت مختلفًا. لم يكن يشبه صوت أخي، ولم يكن فيه أي نبرة مزاح. كيف حصلوا على أرقامنا؟ بقيت لدقائق مشلولة في مكاني.هذا البيت لم يكن فيه سوى مجموعة من النساء والأطفال. لم يكن سوى مخزن صغير، مليء بأغراض أمي القديمة والمغبرة، حيث نسجت العناكب خيوطها، وأصبح ملاذًا آمنًا للفئران. أين هو مخزن المقاومة؟ كنت مشوشة. ماذا علينا أن نفعل الآن؟تذكرت ذلك البيت القديم. تذكرت تلك الطفلة الصغيرة التي كانت ترتدي كنزة بنفسجية، والتي انتشلوا جثتها من تحت الأنقاض. لم يكن هناك مخزن للمقاومة هناك أيضًا. كانوا فقط نساءً وأطفالًا، مثلنا تمامًا. لم يكن أيٌّ من رجالنا هنا. كنا فقط نساءً وأطفالًا صغارًا.هل سيفعلونها؟ هل سيقصفون؟ لم أكن أعلم. لكنهم قصفوا ذلك المنزل، أليس كذلك؟ للحظة، تخيلت أطفالي يُنتشلون من تحت الركام، ثم في الليل تعلن قنوات «MTV» و «الحدث» و «العربية» أنهم قصفوا "مقر المقاومة"، وأنهم قتلوا "عدة قادة كبار". وكنت أفكر في نفسي: من منا هو قائد المقاومة؟ أمي؟ طفلتي الرضيعة؟الوقت كان يمر، ولم يكن هناك مجال للتردد. كان علينا مغادرة المنزل. عجز لساني عن النطق. لم أكن قلقة على نفسي، بل على 26 شخصًا آخرين. جميعهم نساء وأطفال. خلال دقائق، أبلغت الجميع. أمي كانت تدور حول نفسها، متسائلة: "إلى أين أذهب؟" ولكن إلى أين يمكنها الذهاب؟

سیستمر...

الراویة: امرأة من جنوب اللبنانبقلم: رقیة کریمي من ایرانالاثنین | 18 نوفمبر 2024 | #ايران #همدانترجمة: علي مينائيــــــــــــــــــــــــــــــundefined ابق معنا وقدمنا للآخرينt.me/Ravina_Ar
undefined إرسال الروايات وإبداء الرأي:@ravina_ad

۱۸:۴۲

thumbnail
undefined#غزة:
ذكريات غزّة المحطمة...(الجزء الأول)

المشهد الأول:
حقائبٌ للسفر، ملابسٌ قليلة، بيجامة وغياراتٌ داخليّة، وسُترة ثقيلة واحدة تتناسبُ مع الجوّ البارد. نحن الآن في كانون الثاني، ذروةُ فصل الشتاء، الفصل الأحب إلى قلبي. ساعاتٌ تفصلني عن موعد الانطلاق إلى معبر رفح، هذه أوّل رحلة سفرٍ في حياتي. اشتريتُ بعض الحاجيّات التي لم تكُن تُهمني في داخلي كثيرًا، اشتريتها كي أقضي التزامنًا بأن يكون معي كلّ ما أحتاجه في حال طالت الطريق واحتجتُ شيئًا. بعض حبات معجّنات "المولتو"، بسكويت، زجاجات مياه، بعض التمر، وأشياء أخرى قالت زوجتي إنها تصلُح كي أكلها سريعًا في حال جُعت. الطريق طويل جدًا، قالت متمنيةً أن تكون هيّنة وبسيطة عليّ.أخذتُ حاسوبي المحمول الشخصي، باور بانك، سماعات الإيربودس، شاحن الهاتف. أشياء أساسيّة وطارئة لرحلة كهذه. تأخرتُ في تجهيز الحقائب، فحتى إيجاد حقيبة مناسبة لم يكُن سهلًا، لا أحد يُسافر هُنا، قليلًا ما يُسافر الناس، فهذا الأمر يُصبح من المستحيلات أو من الأُمنيات، كما كان بالنسبة لي لسنواتٍ طويلة. ها هو يتحقّق الآن.

المشهد الثاني:
الطريق إلى مدينة رفح حيث المعبر الشهير الفاصل بين قطاع غزّة وجمهورية مصر، دفعتُ مائتيْ وخمسين دولارًا كي أتجاوز هذا المعبر، وهو مبلغٌ إضافي على التكاليف الأخرى من تأشيرات الدخول وحجوزات الطيران والرسوم الأخرى الرسميّة. كنتُ أعلم أنها رحلة طويلة للغاية، فحتى أصل وجهتي سأحتاج إلى يوميْن، أو يومٌ ونصف على الأقلّ. وجهتي هي إسطنبول.المعبر هو عنوان الانتظار، والخروج من غزّة انتظارٌ طويل. انتظرتُ طويلًا كي أتخذ خطوةَ تحقيق الحُلم والسفر. وفي المعبر، انتظرتُ طويلًا في الصالة الفلسطينيّة، الآلاف مكدسين ينتظرون دورهم، هذا ليس سفرًا عاديًا بين بلدين، هذا خروجٌ من السجن، بالنسبة لمن هُم على المعبر. انتظرت في الصالة المصرية أيضًا لأكثر من عشر ساعات، انتظرتُ في باص الترحيلات، انتظرتُ في غرفة الترحيلات، انتظرتُ في كلّ مكان. إنها تُشبه رحلة الحياة، فهي انتظارٌ طويلٌ طويل.

المشهد الثالث:
ضباطٌ مصريون، جنود وعسكريون في كلّ مكان. انزل من الباص، دور العدّ، يتأكد الضابط من أن العدد الموجود في الباص هو نفسه، لا أحد خرج، ولا أحد دخل. هذه إجراءاتٌ أمنية، فالشباب وحدهم ممنوعون من دخول مصر دون تنسيقٍ أمني مُسبق، وأنا الآن في باص "الترحيلات"، الباص الشهير الذي يُعاني منه الشبان الفلسطينيون.هذه المرة الأولى التي أرى فيها أمامي شخصًا غير فلسطيني، أو شخصًا مصريًا، يتحدث بلهجتهم الجميلة. شاهدتُها كثيرًا في الأفلام، تعوّدنا عليها حتى ظننا أننا نستطيع تحدّثها. يقفُ إلى جانبي، أو أمامي، ياه، إنه إنسانٌ من لحمٍ ودم، من بلدٍ آخر، من مكانٍ غير هذا السجن. أنا الآن في أرضٍ أُخرى، قدمي تطأ تُرابًا غير التراب الذي مضيتُ في المشي عليه طوال تسعةٍ وعشرين عامًا. مُعجزة.كلّ شيء يبدو غريبًا. حتى رحلة الترحيلات الصعبة، وجلسة المعبر السيئة المليئة بضباط الأمن الذين يصرخون على الناس، كانت مختلفة، غريبة، وعجيبة. سائقو الباصات، العاملون في المعبر، الصرّاف الذي رأى مائة جنيه في يدي، قديمة ومُهترئة، تعجّب منها، واعتبرها من التُراث. حتى الطريق المُعتم، في سيناء، شبه الصحراء العميق الذي يحُدُ غزّة، تبدو هذه الطريق التي لم أراها بسبب غياب الضوء، غريبة وجميلة، تبدو مُثيرة، فمُجرّد أنني في أرضٍ أُخرى، يُثير فيَّ الغرابة والحماس لشيءٍ ما.

سیستمر...

المقداد مقدادینایر | 2024 |مصدر: GazaStory.comــــــــــــــــــــــــــــــundefinedابق معنا وقدمنا للآخرينt.me/Ravina_Ar
undefined إرسال الروايات وإبداء الرأي:@ravina_ad

۱۹:۰۸